في يناير/كانون الثاني 2015، كانت المملكة العربية السعودية على أعتاب تحول تاريخي. الملك عبد الله، الذي حكم البلاد لعقود، كان يحتضر في المستشفى، بينما كان أخوه غير الشقيق سلمان بن عبد العزيز يستعد لتولي العرش. في تلك الفترة الحاسمة، كان الأمير الشاب محمد بن سلمان، البالغ من العمر 29 سنة آنذاك، يتطلع إلى مستقبل المملكة بخطط طموحة.
محمد بن سلمان وتأمين الولاء
مع صعود والده إلى العرش، كان محمد بن سلمان يدرك أن عليه التحرك بسرعة لتأمين موقعه وسط العائلة المالكة. وفي منتصف الليل في يومٍ من ذلك الشهر، استدعى الأمير الشاب مسؤولًا أمنيًا كبيرًا، سعد الجبري، إلى القصر. استمرت المحادثة بينهما لمدة ثلاث ساعات، حيث تحدث بن سلمان عن خططه الكبرى لإيقاظ المملكة من سباتها وتحويلها إلى قوة اقتصادية عالمية.
رؤية محمد بن سلمان لمستقبل المملكة
تحدث محمد بن سلمان عن رغبته في تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط. خطته كانت تبدأ ببيع حصة من شركة أرامكو، الشركة النفطية الحكومية الأكثر ربحاً في العالم. كما تحدث عن استثمارات ضخمة في شركات التكنولوجيا الناشئة مثل أوبر، وتوفير ستة ملايين وظيفة جديدة للنساء السعوديات.
المقارنة مع الإسكندر الأكبر
عندما سأل سعد الجبري محمد بن سلمان عن مدى طموحاته، أجاب الأمير ببساطة: “هل سمعت عن الإسكندر الأكبر؟” كانت هذه الجملة تعبيرًا عن حجم الطموحات الكبيرة التي يحملها ولي العهد الشاب لمستقبل المملكة.
الصعود إلى السلطة: تحديات وطموحات
محمد بن سلمان، الذي أصبح الآن في الثامنة والثلاثين من عمره، يدير المملكة بحكم الأمر الواقع، متفوقًا على مئات المنافسين ليصبح ولي العهد. ورغم أن الحكومة السعودية وصفت الجبري بأنه مسؤول سابق فقد مصداقيته، فإن الجبري يظل أحد المعارضين الأكثر إلمامًا بكواليس السلطة في المملكة.
الإصلاحات والطموحات مقابل انتقادات حقوق الإنسان
ولي العهد محمد بن سلمان بدأ بالفعل في تنفيذ العديد من الخطط الرائدة التي تحدث عنها، بما في ذلك تحرير النساء السعوديات من القيود الاجتماعية الصارمة. ومع ذلك، يتهم الأمير بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قمع حرية التعبير واستخدام عقوبة الإعدام على نطاق واسع.
قصة صعود محمد بن سلمان إلى السلطة هي قصة استثنائية في تاريخ المملكة العربية السعودية، تجمع بين الطموحات الكبيرة والتحديات الهائلة، وتجسد رؤية شاب يسعى إلى تغيير وجه المملكة بينما يواجه انتقادات داخلية ودولية.
