تستعد المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس إلى خوض السباق الانتخابي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط اضطرابات “متصاعدة وحرجة”، في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة، والعلاقة “المجمدة” مع إيران، واستمرار تهديدات جماعة “الحوثي” في اليمن بمنطقة البحر الأحمر.
تساؤلات حول سياسة هاريس في الشرق الأوسط
لم تُختبر، بعد، سياسة هاريس نحو منطقة الشرق الأوسط، على عكس منافسها الجمهوري دونالد ترمب. لكن بصفتها نائب الرئيس جو بايدن، تُحيطها تساؤلات بشأن مدى استمرارها على نهجه في المنطقة، حال فازت في نوفمبر المقبل.
دعم ثابت لإسرائيل ودعوة لوقف إطلاق النار في غزة
أكدت هاريس دعمها الراسخ لإسرائيل، في الوقت نفسه دفعت باتجاه وقف إطلاق النار في غزة. وبعد غيابها عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس في يوليو الماضي، لصالح حدث مُجدّول مسبقاً بولاية إنديانا، التقته، عقب ذلك بأيام (26 يوليو)، لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة وما يتبعها من مآس إنسانية وسبل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.
خطاب هاريس بعد الاجتماع مع نتنياهو
تحدثت هاريس إلى الصحافيين بعد الاجتماع، إذ بدأت خطابها بتأكيد دعمها القوي والثابت لإسرائيل، ووصفت حركة “حماس” الفلسطينية بأنها “منظمة وحشية إرهابية”، وفق تعبيرها.
قالت نائبة الرئيس أمام الصحافيين: “صور الأطفال المتوفين، والناس الجائعين الذين يفرون بحثاً عن الأمان.. ما حدث في غزة خلال الأشهر التسع الماضية، أمر مريع.. لا يمكننا أن نغض النظر في وجه تلك المآسي.. لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نصبح خاملين إزاء المعاناة، وأنا لن أصمت”.
رفض اتباع نهج بايدن
وبنبرة حادة، أعلنت هاريس أنها لن تتبع خطوات بايدن في منح رئيس الوزراء الإسرائيلي “عناقاً دافئاً”. فمنذ اللحظة الأولى، للحرب على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 39 ألف فلسطيني، بينهم نحو 16 ألفاً و500 طفل، على الأقل، أعلن بايدن دعمه الثابت والقوي لإسرائيل في حربها، وهو ما ساهم في انقسامات حادة وكبيرة في إدارته، وفي الائتلاف الوطني الديمقراطي، وكان عاملاً بارزاً في انسحابه من انتخابات الرئاسة في نوفمبر، لكن هاريس استخدمت نهجاً آخراً.
قليل من العنف، كثير من الدبلوماسية
النهج الآخر الذي تسلكه هاريس يعتمد بشكل أساسي على الدبلوماسية وتجنب التصعيد في المنطقة. وبينما تحظى إسرائيل بدعم خاص من نائبة الرئيس، فإن سياستها تجاه إيران ستكون أكثر إحتواءً وتفاهماً.
نقد آراء هاريس من داخل الحزب الديمقراطي
المؤرخ في جامعة ميشيجان، ديريك إيدي، انتقد الرأي القائل بأن هاريس “قد تمثل تحولاً طفيفاً إلى يسار بايدن” عندما يتعلق الأمر بفلسطين، واصفاً إياه بـ”كثير من الثرثرة”.
مستشار هاريس الرئيسي للسياسة الخارجية: فيليب جوردون
العامل الرئيسي لفهم سياسة هاريس في الشرق الأوسط، كما يقول خبراء، هو النظر في آراء مستشارها الرئيسي للسياسة الخارجية، فيليب جوردون، الذي يعتبر واحداً من أبرز الخبراء الأميركيين في المنطقة.
دعم الاتفاق النووي مع إيران
عندما كانت عضوة داخل مجلس الشيوخ، دعمت هاريس مسار الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران في 2015، من أجل السيطرة على تحركات الأخيرة في هذا الشأن. بعد 3 سنوات، أدانت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني بشكل أحادي. واعتبرت أن هذا الانسحاب يضع واشنطن وحلفاءها في موقف ضعيف ويزيد من احتمالات نشوب صراع في المنطقة.
إدانة الضربة العسكرية ضد قاسم سليماني
كما أدانت الضربة العسكرية في يناير عام 2020، التي اغتالت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبدت مخاوفها مما قد ينتج عنه من تصعيد التوترات في المنطقة. وشاركت في رعاية تشريع “فاشل” لمنع المزيد من الأعمال العسكرية ضد القادة والأهداف الإيرانية.
السياسة الخارجية لهاريس: استمرار لنهج بايدن؟
بينما رجّح الخبراء والمراقبون أن هاريس، إذا فازت، فإن معظم مواقف السياسة الخارجية ستكون امتداداً لإدارة بايدن، مؤكدين أن إسرائيل ستكون بوابة كامالا نحو الشرق الأوسط، وهي الملف الذي يحظى بأهمية كبرى لديها منذ سنوات طويلة.